العنف في الجامعات.. 18 وحدة بتمثيل ضئيل واعتداءات بلا بيانات رسمية

في الأيام الماضية، أعادت منصات التواصل الاجتماعي النقاش حول آليات مناهضة العنف في الجامعات المصرية وكيفية عملها وطرق التواصل معها، حيث تعرضت طالبة تدعى رانيا رشوان للعنف بكل أشكاله داخل الحرم الجامعي، وعندما لجأت إلى وحدة مكافحة العنف بالجامعة لم يكن هناك رد فعل واضح أو قانوني (يمكنك قراءة قصة رانيا رشوان من هنا) مما جعلنا في «فكر تاني» نبحث عن دور وحدات مكافحة العنف في الجامعات المصرية ومنهجية إعدادها وآليات عملها والتعريف بمضمون كل محور وآليات تنفيذه.

18 وحدة على مستوى 18 جامعة من إجمالي 26 جامعة في مصر

البداية كانت في 2018، حيث تم إنشاؤها داخل المجلس القومي للمرأة بالتعاون مع صندوق الأمم المتحدة للسكان، بهدف التنسيق بين الجهات الوطنية ودعم الإطار المؤسسي لتنفيذ ومتابعة محور الحماية بشكل استراتيجي للنهوض بالمرأة 2030، والاستراتيجية الوطنية لمناهضة العنف.

وكان من أهم مهامها إنشاء ودعم وحدات مناهضة العنف ضد الفتيات بالجامعات ووحدات المرأة الآمنة بالمستشفيات الجامعية، وعنه؛ أعلن القومي للمراة بالتعاون مع بعض الجهات إنشاء وحدات العنف في الجامعات المصرية، وأصبح هناك 18 وحدة على مستوى 18 جامعة من إجمالي 26 جامعة في مصر منهما جامعات القاهرة وحلوان وعين شمس والفيوم وسوهاج والمنيا.

وحينها، أعلن القومي عن أهمية إنشاء وحدات مناهضة العنف ضد المرأة بالجامعات المصرية، مؤكدًا على أن السياسـة الرسـمية للدولـة تتجه لمناهضة جرائم العنف ضد المرأة عامة؛ مما يشكل فرصة سانحة لوضع قواعـد تنفيذية للتأكد من خلو المجتمع الجامعي من أي ممارسات عنيفة ضد المرأة، و اتخاذ إجـراءات صارمة لمـن يخرج عـن ذلك.

استراتجية عمل وحدات مكافحة العنف ضد المرأة في 18 جامعة مصرية

وفقًا لما هو منشور على صفحات القومي للمرأة، فإن استراتيجية عمل الوحدات في الجامعات تتمحور حول نشــر الوعـي وتقديم الخدمات وإدارة الحالات، على أن تكون البيئة الجامعية بيئة صحية وآمنة للجميـع بمـا يتيح الفرضة لاكتشاف قـدرات و مواهـب جميـع الطلبـة والطالبات، وبناء علاقـات صحيـة بينهـم وبين الأساتذة والعاملين، بما يحقق الهدف السامي للجامعة وهــو تخريج دارسين على كفاءة علمية ومهنية ومسـتوى أخلاقي رفيـع إلـى سـوق العمـل.

وفي تقرير منشور أيضًا للقومي للمرأة عن الوحدات، كتب فيه أن دور الوحدات يتضمن اتخـاذ جميــع الإجــراءات عنــد التقدم بشكوى، حيــث يتــم دراســة الشـكوى بدقة فــي كل حالــة، بهدف تقييـم الموقـف، وفي حالة المستـوى الفردي يتم تقديم  الدعم النفسي والاجتماعي، كذلك المضي فــي إجــراءات الشكـوى وهما نوعان غيــر رسمية للفــت نظــر مرتكب الواقعة أو شكوى رسمية و بـدء إجـراءات تحقيـق قانوني، أما على المستوى المؤسسي، كما يتــم رصــد ودراســة الشـكوى مــن حيــث البــدء فـي التحقيــق،ً و أيضـا الرصد للشكاوى وتحليلها.

سألنا الطالبات عن دور الوحدات على أرض الواقع

كانت أول طالبة معنا هي رانيا رشوان، التي انتشر الحديث عنها مؤخرًا على منصات التواصل الاجتماعي بسبب استغاثتها لما تتعرض له من عنف لخلعها الحجاب، رانيا قالت لنا: «لجأت لوحدة مكافحة العنف ضد المرأة بجامعة الفيوم لحل مشكلتي بعد تعرضي للعنف من قبل زملاء في الكلية، وكانت النتيجة أنهم قالوا لي سوف نناقش الأمر. رغم أني مهددة بالقتل وتم تعرضي للتنمر والعنف داخل الحرم الجامعي، ولم أجد منهم أي مساندة أو دعم قانوني».

نرمين عاطف، طالبة بجامعة القاهرة، عندما سألناها عن وحدة مكافحة العنف في جامعتها قالت: «أه أعرفها. بيقدموا ورش توعوية مرة في السنة وشكرًا، وفي الـ 16 يوم لمناهضة العنف ضد المرأة بيوزعوا علينا ورق إزاي نحمي نفسنا من التحرش، بس لما بيحصل مشكلة جوه الجامعة محدش بيسمعنا ومفيش أصلًا حد من الوحدة مهتم».

وعلى احدى الجروبات الخاصة بالفتيات، سألنا: «لو اتعرضتوا للعنف في الجامعة هتعملوا إيه؟»، وكانت أغلب الردود تذكير بواقعة دكتور شهير في كلية إعلام القاهرة، قام بالتحرش بالفتيات وتعنيفهن دراسيًا وعندما تقدمن بشكوى رسمية ضده تم اضطهادهن دراسيًا ولم يصدقهن أحد رغم تسجيل مقطع فيديو له وهو يطلب من طالبة خلع ملابسها أمامه.

وفي عام ٢٠٢٠ أطلق مركز «تدوين» لدراسات النوع الاجتماعي بالتعاون مع منصة «الحب ثقافة» استطلاع حول مدى معرفة الطالبات بوجود وحدات لمكافحة العنف والتحرش فى الجامعات، وأشارت البيانات إلى أن نصف المشاركات في الاستطلاع لم يسبق لهن السماع عن قانون التحرش، كما أن 57% منهن لا يستطعن الحصول على حقوقهن من الجناة عبر الجهات القانونية.

وحاولنا في «فكر تاني» الحصول على بيان رسمي من وحدة أو أكثر تتضمن أرقام عن الناجيات من العنف والتحرش فى الجامعات أو ورقة رسمية تكشف آليات عمل هذه الوحدات على أرض الواقع، لكن في الحقيقة لم نجد، ليبقى السؤال. أين دور وحدات مكافحة العنف والتحرش فى الجامعات على أرض الواقع، بعيدًا عن توزيع أوراق وإقامة ندوات؟!

التعليقات

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

موضوعات ذات صلة