هل ستنتهي العنصرية في ملاعب كرة القدم؟

ضجت الملاعب الأيام الماضية بالغضب بعدما تعرض اللاعب البرازيلي فينيسيوس جونيور إلى هتافات عنصرية اثناء مباراة ريال مدريد وفالنسيا في الدوري الإسباني، وهو ما دفعن إلى تسليط  الضوء على العنصرية التي تحدث في ملاعب كرة القدم، لذا يمكن القول أن ما حدث مع «فينيسيوس» حلقة أخيرة من سلسلة طويلة من الاعتداءات العنصرية التي تطال لاعبي كرة القدم منذ عقود وهذا ما يثير التساؤل إلى متى تستمر مثل هذه الأفعال العنصرية؟

بعد الدقيقة ٧٠ من المباراة تعرض اللاعب فينيسيوس إلى هتافات عنصرية من قبل جمهور الفريق المضيف، مما أثار التوتر والشحن في أجواء المباراة، ودخل اللاعب في شجار مع لاعبي فالنسيا عند الدقيقة السابعة من الوقت بدل الضائع من الشوط الثاني مما جعل حكم المباراة يشهر البطاقة الحمراء في وجه اللاعب.

وقال أنشيلوتي  المدير الفني لنادي ريال مدريد إنّه غير مهتم بمناقشة الخسارة، وعندما سئل عما يريد التحدث عنه، قال: «حول ما حدث هنا، أعتقد أن هذا أكثر أهمية، أهم من الهزيمة، أليس كذلك؟»، وفقًا لموقع «يورو سبورت».

وتابع: «قلتُ له إنّني لا أعتقد أن ذلك كان عادلاً، لم يكن ذنبه، ولم يكن هو المسؤول، واصل اللعب، وحصل أيضاً على بطاقة حمراء لا معنى لها، ومع ذلك، لدينا مشكلة». ويعتبر فينيسيوس أحد أفضل اللاعبين في العالم، فيما أكد كارلو أنشيلوتي أن الرد على الإساءات العنصرية يجب أن يكون بإيقاف المباريات.

بعد المباراة كتب فينيسيوس جونيور عبر حسابه على منصة إنستجرام،: «الجائزة الّتي فاز بها العنصريون كانت طردي، إنّها ليست كرة القدم، إنّها الدوري الإسباني». من جانبه، غرّد حساب نادي فالنسيا: «يود النادي أن يدين علناً أي شكل من أشكال الشتم أو الهجوم أو الإهانة في كرة القدم».

قضايا وأحكام

قضية سواريز -وإيفرا: قضية التمييز العنصري الأكثر شهرة وإثارة للجدل بين لاعبين في العقد الأخير. خلال مباراة في الدوري الإنجليزي الممتاز بين مانشستر يونايتد وليفربول في 15 أكتوبر 2011، اتُهم لويس سواريز بالتفوّه بكلمات عنصرية تجاه الظهير الأيسر لمانشستر يونايتد باتريس إيفرا. يقال أنّ سواريز نعت إيفرا بـ«الزنجي». وفي 20 ديسمبر، صدر حكم الاتحاد الإنجليزي لكرة القدم بتغريم سواريز مبلغ 40,000 جنيه إسترليني وإيقافه لمدة ثماني مباريات.

وفي العام التالي 2012، عوقب قائد فريق تشيلسي، جون تيري، بالحرمان من 4 مباريات وغرامة قدرها 220 ألف استرليني، لتعرضه لأنتون فيرديناند مدافع فريق كوينز بارك رينجرز.

وفي 2018 تعرض لاعب الكرة القدم السنغالي كاليدو كوليبالي، لتقليد صرخات القرود عدة مرات، خلال مباراة نابولي ضد إنتر ميلان. كما تم طرد اللاعب في الدقيقة 81، بعد تلقي بطاقتين صفراوين في دقيقة واحدة، الأولى خطأ، والثانية لتصفيق على الحكم بسخرية. 

ورد اللاعب، في نهاية المباراة، على شبكات التواصل الاجتماعي حيث كتب: «أنا آسف للهزيمة وخاصة للتخلي عن إخوتي، لكني فخور بلون بشرتي، وبكوني فرنسيًا، سنغاليًا، نابوليًا: أنا فخور أني رجل».

قضية داني ألفيس

رمى أحد مشجعي فياريال موزة على الظهير الأيمن لنادي برشلونة داني ألفيس خلال مباراة في الدوري الإسباني في موسم 2013/2014. كان رد فعل داني مميزًا، فقد أمسك بالموزة وأكلها قبل أن ينفّذ ركلة ركنية لفريقه. عاقبت لجنة الانضباط التابعة للاتحاد الأسباني لكرة القدم نادي فياريال بتغريمه مبلغ 12,000 يورو.

و في 2023، تعرض صمويل أومتيتي، مدافع ليتشي الفرنسي، وزميله الزامبي لاميك باندا، لهتافات عنصرية من جماهير لاتسيو روما. اضطر حكم هذه المباراة التي فاز بها ليتشي (2-1) لإيقافها لحظات قليلة في الشوط الثاني. وذكرت وسائل إعلام إيطالية أن أومتيتي غادر الملعب وهو يبكي في نهاية المباراة وسط تصفيق حار من جمهور فريقه ليتشي.

رئيس الفيفا يحدد ٥ نقاط للتصدي للعنصرية

في المقابل أكد جياني إنفانتينو رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم أنه لا مكان للعنصرية والتمييز في مجال الساحرة المستديرة.وقال إنفانتينو في تصريحات للموقع الرسمي للفيفا مساء الاثنين الماضي: «أجد أنه من غير المقبول أن أعيد نشر مقطع الفيديو هذا الذي يتعلق بكلمتي خلال مؤتمر الفيفا في شهر مارس الماضي – أي قبل شهرين – عندما تحدثت عن أهمية السلوك في الملعب، واليوم تبدو هذه الرسالة مناسبة أكثر مما كانت عليه  في ذلك الوقت. هذا جنون! الآن أريد أن أوضح أنّه لا مكان للعنصريّة أو أي شكل من أشكال التمييز ضد أي أحد – في لعبة كرة القدم كما في المجتمع بشكل عام. لنتوقف عن الكلام ونبدأ بالعمل».

وأوضح أن هناك خمس نقاط ضمن القوانين والأنظمة التي يجب على الفور تطبيقها، أولها الحاجة إلى تربية متخصصة في المدارس بدعم من وزارات التربية،  التي تشجب وتدين تلك الأمور، والثاني أنه علينا أن نطبّق عمليّة في كرة القدم من ثلاث خطوات في المباريات لدى وجود أي نوع من أنواع العنصرية (إيقاف المباراة، إعادة إيقاف المباراة، إلغاء المباراة).

وتابع: «الأمر الثالث تطبيق آلية الخسارة التلقائية للفريق الذي قامت جماهيره بالتمييز العنصري الذي تسبب بإلغاء المباراة، والرابع حظر المشجعين العنصريين من دخول الملعب (بغض النظر ما إذا قاموا بذلك في الملعب أو على الإنترنت). فلا مكان للعنصريين في أي ملعب في أي مكان حول العالم. وخامسًا  رفع دعاوى ضد العنصريين – بما أن العنصريّة هي جريمة! ويجب إدانة العنصريين جنائيًا».

التعليقات

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

موضوعات ذات صلة