أوبرا جايل وينفري هي مقدمة البرنامج الحواري الأشهر The Oprah Winfrey Show، الذي عُرض لمدة 25 عامًا، منذ عام 1986 وحتى عام 2011، هي منتجة تلفزيونية وممثلة ومؤلفة وناشطة في العمل الخيري، لذا أطلق عليها لقب "ملكة جميع وسائل الإعلام"، وكانت أغنى أمريكية من أصل أفريقي في القرن العشرين، وكانت ذات يوم المليارديرة ذات البشرة السمراء الوحيدة في العالم، وأعظم فاعلة خير من أصول أفريقية في تاريخ الولايات المتحدة. كما شاركت أوبرا في عدة أفلام سينمائية، وأسست عدة شركات في عدة مجالات كالإنتاج الفني والإذاعة والتلفزيون.
وُلدت أوبرا وينفري في بلدة ريفية ضمن مقاطعة كوسيوسكو التابعة لولاية مسيسيبي في 29 يناير عام 1954، وبدأت حياتها مراسلة لإحدى قنوات الراديو وهي في سن الـ 19، وأكملت تعليمها الجامعي في ولاية تينيسي من خلال منحة تعليمية حصلت عليها، حيث كانت من أوائل الطلاب الأمريكيين من أصل أفريقي في الجامعة.
وفي عام 1976 انتقلت للعيش في بالتيمور- ماريلاند، وقدمت هناك برنامج المحادثة The People are Talking، الذي حقق نجاحًا كبيرًا واستمرت فيه لثمان سنوات متتالية، وتم اختيارها فيما بعد من قبل محطة شيكاغو لتقدم برنامجها الصباحي الخاص A.M.Chicago، وكان منافسها الأقرب إليها فيل دوناهيو، وهو منتج أفلام ومقدم تليفزيوني وصحفي أمريكي.
وخلال أشهرٍ معدودة وبفضل أسلوب أوبرا الهاديء والقريب من القلوب حصدت 100 ألف متابع إضافي، متجاوزة بذلك دوناهيو، مما جعل برنامجها يصعد إلى المقدمة في التصنيف العام. كذلك أحدثت أوبرا ثورة في نوع البرامج الحوارية الشعبية التي ابتكرها فيل دوناهيو، والذي ينسب إليه إنشاء شكل اعترافي أكثر حميمية في التواصل الإعلامي.
ساهم هذا النجاح إلى المزيد من شهرتها على المستوى الوطني، حيث شاركت في فيلم The Color Purple عام 1985 للمخرج ستيفن سبيلبرج، وتم ترشيحها لجائزة الأوسكار كأفضل ممثل مساعد. كما أنها ناشطة في حقوق الأطفال، حيث وقع الرئيس كلينتون على مشروع قرار كانت قد اقترحته على الكونغرس، يهدف إلى إنشاء قاعدة بيانات وطنية تتضمن كل المحكوم عليهم بجرائم الاعتداء أو إيذاء الاطفال. كما أنشأت مؤسسة The Family For Better Lives.
واستضافت أوبرا شخصيات عالمية من أبرزها مايكل جاكسون عام 1993، ووقتها قدمت البرنامج من داخل مزرعته نيفرلاند في بث مباشر، وبلغ عدد مشاهدي هذه الحلقة أكثر من 100 مليون مشاهد حول العالم، محققة أعلى نسبة مشاهدة لحلقة في برنامجها، مما زاد من شهرتها عالميًا. كما استضافت شخصيات سياسية واجتماعية بارزة مثل بيل كلينتون، هيلاري كلينتون وكوندوليزا رايس.
أطلقت أوبرا برنامجها الحواري الخاص The Oprah Winfrey Show، ليكون برنامجًا على المستوى الوطني حيث بُث على 125 قناة، وتابعه 10 مليون مشاهد. وبعد فترة قصيرة حصلت أوبرا على ملكية البرنامج من شبكة ABC، وأعادت تخطيطه وتجهيزه بإشراف شركة إنتاجها الجديدة هاربو Harpo، واسم الشركة هذا هو الترتيب العكسي لأحرف كلمة Oprah، وبذلك بدأت تحصد المزيد من الأموال من خلال بيع البرنامج للقنوات التلفزيونية.
وفازت أوبرا بالعديد من الجوائز طوال حياتها المهنية، بينها 18 جائزة إيمي عن فئة البرامج النهارية، التي تضم جائزة الإنجاز مدى الحياة وجائزة رئيس مجلس الإدارة، وجائزتي الإيمي برايم تايم، بما في ذلك جائزة بوب هوب الإنسانية، وجائزة توني، وجائزة بيبودي، وجائزة جان هيرشلوت الإنسانية، التي تمنحها جوائز الأوسكار، وترشيحان إضافيان لجائزة الأوسكار، كذلك انتُخبت أوبرا وينفري عضوًا في الأكاديمية الأمريكية للفنون والعلوم في عام 2021.
وفي عام 2003 بلغت ثروتها مليار دولار، مما وضعها في المرتبة 427 في اللائحة التي تضم 476 مليارديرًا، وحسب تصنيف مجلة فوربس لعام 2005، احتلت أوبرا المرتبة التاسعة في أول 20 شخصية من النساء الأكثر نفوذًا على صعيد وسائل الإعلام والسلطة الاقتصادية.
كما احتلت المركز الثاني حسب تصنيف مجلة فوربس لعام 2005 في قائمة أكثر الشخصيات تأثيرًا في العالم، الذي ضم 100 شخصية، وصعدت أوبرا لتحل محل ميل جيبسون من حيث الثروة، بعدما بلغ دخلها السنوي 225 مليون دولار.
وأعلنت مجلة فوربس الأمريكية أوبرا وينفري أغنى أمرأة أفريقية أمريكية في القرن العشرين، والمليارديرة الوحيدة ذات البشرة السمراء لثلاث سنوات متتالية، واعتبرتها مجلة Life المرأة الأكثر تأثيرًا من بين بنات جيلها، وفي عام 2005 أسمتها مجلة Business Week أعظم فاعل خير في التاريخ الأمريكي، حيث رصدت شركتها Angel Network ما يقارب 51 مليون دولار من أجل الأعمال الخيرية، بما فيها تعليم الفتيات في جنوب إفريقيا، والإسعافات والمساعدات لضحايا إعصار كاترينا.
ظهرت أوبرا أيضًا كقوة سياسية في السباق الرئاسي لعام 2008، بتأييدها لباراك أوباما، حيث حصل على نحو مليون صوت خلال الانتخابات التمهيدية للحزب الديمقراطي لعام 2008. كذلك في عام 2008 أسست أوبرا شبكتها التليفزيونية الخاصة بها، وهي شبكة أوبرا وينفري O.W.N. وفي عام 2013 منحها الرئيس أوباما وسام الحرية الرئاسي، وحصلت على درجة الدكتوراه الفخرية من جامعتي ديوك وهارفارد.
وعرضت الحلقة الأخيرة من برنامج أوبرا وينفري في 25 مايو 2011، وقد سبقها تسجيل وداعي مقسم إلى جزئين، أمام جمهور مكون من 13000 شخص، بمشاركة أريثا فرانكلين، توم كروز، ستيفي ووندر، بيونسيه، توم هانكس، ماريا شرايفر، ويل سميث ومادونا. وشكرت موظفيها ومعجبيها، وانتهى خطابها بالبكاء، وحققت هذه الحلقة أعلى نسبة مشاهدة منذ 17 عامًا.
ومنذ يناير 2012، تعرض أوبرا برنامجها Oprah's Next Chapter على قناتها الخاصة.