في محبة ٢٥ يناير

في صباح يوم من أيام يناير المجيد، وقف شاب مصري أصيل في وجه مدرعة من مدرعات النظام، متحديا إياها! لم يكن واقفا لتحدي جهاز بعينه، ولا باحثا عن بطولة مزيفة، بل ليعلنها بلا خوف أو تردد، ومن دون هتاف أو ضجيج “الشعب يريد إسقاط النظام”، ثم صارت مثلا…

وقف شاب آخر في شرفته، ينظر للجموع الغفيرة في ميدان التحرير، متذكرا بطولة جده، الشرطي البطل، الذي تحدى مع رفاقه القوة الغاشمة، ووقفوا ليدافعوا عن مبنى محافظة الإسماعيلية، رافضين تسليم أسلحتهم لقوات الاحتلال البريطاني، رافعين راية الوطن في العلياء، فاتحين صدورهم للشهادة من أجل مصر…

جلس مجموعة من الشباب يعدون حدثا كبيرا للاحتفال بثورة يناير المجيدة، وأخذ كل منهم يدلو بدلوه، حتى تحدث كبيرهم قائلا: “ولم لا نحتفل بعيد الشرطة أيضا؟! وقرار فؤاد باشا سراج الدين -وزير الداخلية المدني وقتها- بضرورة الوقوف في وجه المحتل، مهما كانت النتائج! الشهداء في الموقفين سواء، كلهم استشهدوا برهانا على حبهم لبلادهم، ووقوفا في وجه الاستبداد والفساد والظلم”، ثم صمت قليلا، وقبل أن يجيبه أحدهم، دخل أخيرهم ليخبرهم أن الحدث يجب أن يتأجل لأسباب أمنية…

ربما كل ما ذكرته من أحداث حقيقي، وربما أراد الخيال أن يضع بصمته في عقلي، ليمنحني السلام، لكن تبقى الفكرة واضحة وضوح الشمس؛ ٢٥ يناير يوم الوطنية، يوم سيذكره التاريخ عظيما بحدثيه شئنا أم أبينا، لا يجب لأحدنا أن ينكر حدثا أو أن يقلل من قيمته أو يعمل على طمسه!! وعلينا أن نفخر به على الدوام، ونعظم من شهدائنا جميعهم فيه! بل ونصنع تذكارا خلف الآخر تخليدا لهم، وحبا في هذا التاريخ النبيل “٢٥ يناير”.

1 تعليق

  1. بالطبع الحدثان سيظلا فى تاريخ بلادنا، رمز للدفاع عن العزة والكرامة، ولكن هل يمكن المساواة بين حدث يشارك فيه واحدة من فئات الشعب المصرى، فى واحده من المدن المصرية، بحدث يشارك فيه الشعب المصرى بكل فئاته من بورسعيد للإسكندرية للسلوم لأسوان لسيناء…

التعليقات

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

موضوعات ذات صلة