تعرف على ذوي الهمم في أوروبا والمساعدات المقدمة لهم

يقر ميثاق الحقوق الأساسية للاتحاد الأوروبي المساواة وعدم التمييز كأركان أساسية لسياسات الاتحاد الأوروبي، وللأشخاص ذوي الإعاقة الحق في المشاركة في جميع مجالات الحياة، تمامًا مثل أي شخص آخر، وبخاصة في ما يتعلق بتسهيل الوصول إلى الرعاية الصحية والتعليم والتوظيف والأنشطة الترفيهية والمشاركة في الحياة السياسية. هذا هو الدستور الذي يحكم كافة دول أوروبا للتعامل مع ذوي الهمم.

ولكن ما هي شروط تسجيل الإعاقة في أوروبا؟ وما اختلافها عن الشروط في بلادنا؟ وما هي آليات التسجيل؟ وما حجم المساعدات التي يحصل عليها ذوي الهمم؟

وهنا نرصد أبرز ملامح قوانين أوروبا للتعامل مع أصحاب الهمم. ورغم اختلاف القوانين من دولة إلى أخرى، هناك توافق على تلك الخدمات، وإن كان هناك خطط لتوحيد تام لتلك الآليات على مستوى الاتحاد الأوروبي بالكامل،على أن يتم العمل بها مع نهاية 2023.

آليات تحديد درجة الإعاقة

ومن خلال رصد التقارير الغربية حول هذا الملف، نجد أنه من أجل تحديد درجة إعاقة صاحب الاحتياجات الخاصة، يخضع الشخص لفحص طبي، ليتم منحه بطاقة تحدد درجة وطبيعة إعاقته. وتتدرج درجة الإعاقة على البطاقة بين 10 و100، وذلك وفق مقياس الآثار الجسدية والعقلية والعاطفية والاجتماعية، ويتم اعتبار كل شخص تتجاوز درجة إعاقته 50 درجة من شديدي الإعاقة.

الأمر المختلف تمامًا عن التصنيف لدى بعض الدول العربية، والذي يتوسع في مفهوم كلمة إعاقة والأمراض التي تصنف تحتها، حيث يشمل التصنيف الأوروبي توسع في الأمراض المسجلة، وهناك جدول كبير ودقيق لكل حالة مرضية ممن ينطبق عليها شروط الإعاقة هناك. ويتم تسجيل الأمراض وأجزاء الجسم التالية في الجدول:

  • أمراض الروماتيزم وكذلك أعضاء الوضعية والأعضاء الحركية
  • القلب والدورة الدموية
  • الكسور (الفتق)
  • الوجه والرأس
  • توازن الأعضاء والأعضاء السمعية
  • الحلق وتجويف الفم والرئتين والصدر والجهاز التنفسي
  • الأعضاء الجنسية
  • جهاز الرؤية (العيون)
  • الأنف
  • النفس والجهاز العصبي
  • الجلد
  • الجهاز البولي
  • الدم والأعضاء المكونة للدم والجهاز المناعي
  • الإفراز الداخلي والتمثيل الغذائي
  • أعضاء الجهاز الهضمي

بطاقة المعاق وفق شرائح نسبة مئوية

يتم إصدار هوية عاجز، تكون لها مدة زمنية إذا كان هناك إمكانية لتغير في الحالة الصحية، وتصل لمدة أقصاها خمس سنوات، ولا يمكن إقامة اعطاء هوية مفتوحة التاريخ إلا في حالات استثنائية، وذلك إذا لم يكن من المتوقع حدوث تغيير كبير في الوضع الصحي.

ويكون لصاحب تلك الهوية، الحق في الحصول على المساعدات والخصومات، والخدمات المتاحة له، والمرتب الخاص به، وذلك على حسب شرائح لتقييم درجة الإعاقة، وليس كما هو الحال في بعض الدول العربية التي لا تميز بين إعاقة وأخرى.

وإلى جانب درجة الإعاقة توجد على البطاقة بعض الرموز التي تحدد طبيعة الإعاقة، وتلعب هذه الرموز دورًا بارزًا في تحديد الخدمات التي يتمتع بها الشخص ذو الاحتياجات الخاصة، وأبرز هذه الرموز هي:

الرمز G: يعني أن إمكانية حركة حامل البطاقة محدودة بشكل كبير.

الرمز aG: يعني أن الإعاقة الحركية لحامل البطاقة «استثنائية».

الرمز Gl: يعني أن حامل البطاقة أصم.

الرمز H: يعني أن حامل البطاقة عاجز ويحتاج للمساعدة.

الرمز Bl: يعني أن الشخص كفيف.

الرمز B: يعني أن من حق حامل البطاقة أن يكون معه شخص مرافق.

الرمز RF: يعني أن حامل البطاقة مؤهل أن يتم إعفاؤه من ضرائب الإذاعة والتلفزيون ويحصل على تخفيضات لدى شركة الهاتف.

تلقي الاستشارة والدعم

من أهم المميزات داخل أوروبا هو توفير آلية ثابتة لتقديم الاستشارة والدعم الدائم لذوي الاحتياجات الخاصة، حيث يتم توفير دائرة رسمية لهم في كل منطقة، مسؤولة عن ترتيب شؤونهم وتقديم الاستشارة لهم، وبالإضافة إلى ذلك توجد رابطات رئيسية على مستوى الدولة متخصصة بشؤون ذوي الاحتياجات الخاصة، تقدم الاستشارة لهم حول مختلف المسائل المتعلقة بالحياة اليومية والعمل والتأمين الصحي وغيرها. ومن نماذج تلك الروابط في دولة أوروبية مثل ألمانيا:

1- الرابطة الاتحادية لذوي الإعاقة البدنية والمتعددة.

2- الرابطة الاتحادية لمساعدة المعاقين جسديًا.

3- الرابطة الاتحادية للمكفوفين، أو والذين يشكون من إعاقة بصرية

4- الرابطة الاتحادية للصم

5- اتحاد مساعدة الأشخاص ذوي الإعاقة العقلية

وبالإضافة إلى الدوائر الرسمية فإن العديد من المنظمات غير الحكومية أيضًا تقدم الاستشارة والدعم لذوي الاحتياجات الخاصة، وعلى رأسها الصليب الأحمر، والجمعيات الأهلية الكثيرة والمتنوعة بشدة داخل المجتمعات الأوروبية.

تلك خدمات الدولة المتاحة للمعاقين

يشمل التعويض عن عيوب الإعاقة في أوروبا العديد من المزايا مع درجة إعاقة أكثر من 50 درجة، وتشمل:

  • الخدمات الطبية والمساعدات والتكاليف (مثل نفقات السفر).
  • المساعدة في الحفاظ أو الحصول على وظيفة مناسبة للمعاقين.
  • افتراض تكاليف السفر أو السكن أو الفحص أو الدورة التدريبية، إذا كانت ضرورية للمشاركة في الحياة العملية.
  • تكاليف رعاية الأطفال.
  • حماية خاصة ضد الفصل من مكان العمل: الفصل من قبل صاحب العمل يتطلب موافقة مسبقة من مكتب الاندماج.
  • المساعدة على المشاركة في المجتمع والحياة الثقافية، على سبيل المثال لحضور الأحداث الثقافية.
  • التعجيل ببدء التقاعد، أو التقاعد.
  • التخليص التفضيلي مع السلطات.
  • استحقاق إجازة إضافية مدفوعة الأجر.
  • النقل المجاني في وسائل النقل العام المحلية.
  • إعفاء من العمل الإضافي عند الطلب.
  • الإعفاء الضريبي، على سبيل المثال مبلغ إجمالي إضافي لضريبة الدخل والأجور.
  • غالبًا ما يتم تخفيض رسوم العضوية في الاتحادات والأندية.
  • خصومات تصل إلى الإعفاء من رسوم الترخيص.
  • أسعار مخفضة في المواصلات.

ومرتبات مالية..

ولا يتوقف الدعم لأصحاب الهمم في أوروبا عن خصومات أو خدمات مجانية، ولكن هناك مرتبات شهرية وفق آليات تحددها القوانين هناك. وبالنسبة للأشخاص الحاصلين على بطاقة الإعاقة في العديد من الدول الأوروبية، ممن لديهم درجة إعاقة بين 25 و 100، يكون هناك بدل ضريبة دخل سنوي، يتراوح بين 310 يورو إلى  1420 يورو، بالإضافة إلى خمسة أيام من الإجازة الخاصة، وزيادة الحماية ضد الفصل من العمل.

ورواتب ذوي الاحتياجات الخاصة وفق درجة العجز تكون شهرية، فمن درجة عجزه 50% يصرف له 570 يورو، ومن درجته ما بين 55-60%، يصرف له 720 يوريو، أما من كان ما بين 65-70%، يصرف له 890 يورو، فيما يصرف 1060 يورو لمن درجته ما بين 75-80%، ومن 85-90%، يكون له الحق في 1230 يورو، أما أقصى قدر من المساعدة المالية تكون لمن عجزه من 95-100%، ويكون له 1420 يورو شهريا.

تسهيلات للدراسة .. والتأمين الصحي شامل

غالبية الجامعات في أوروبا تخصص عددًا من المقاعد لذوي الاحتياجات الخاصة، كما أن هناك بعض الفروع التي يمكن أن يدرسها أصحاب الاحتياجات الخاصة بغض النظر عن معدلهم في الثانوية العامة.

كما يوجد في كل جامعة قسم خاص لمساعدة الطلاب ذوي الاحتياجات الخاصة، إلى جانب وجود قوانين في نظام الامتحانات لمراعاة الحالات الصحية للطلاب ذوي الإعاقة.

فيما يتمتع ذوي الاحتياجات الخاصة في نظام التأمين الصحي الأوروبي بنفس المزايا التي يتمتع بها الأشخاص الآخرون، حيث تغطي شركات التأمين معظم تكاليف الدواء والعلاج الطبي والعلاج بالإبر الصينية والمعالجة الفيزيائية وغيرها من طرق المعالجة المعروفة، والوسائل المساعدة مثل مساعدات المشي وغيرها.

إدماج في الحياة السياسية.. وتوحيد لرؤية الاتحاد

صاغت المفوضية الأوروبية استراتيجية عامة تكفل إدماج ذوي الاحتياجات الخاصة في الحياة السياسية داخل دول الاتحاد الأوروبي، تعني بمشاركة ذوي الإعاقة، وتوفر آليات تسهّل سبل دمجهم ومشاركتهم في مختلف خطط المفوضية الأوروبية، الكفيلة بترقية برامج تأهيل المجتمع بما يتماشى ومعاهدة عمل الاتحاد الأوروبي في هذا الشأن.

ترمي الاستراتيجية الأوروبية الجديدة أيضًا إلى تنفيذ الركيزة الأوروبية للحقوق الاجتماعية، والتي تعتبرها نائبة رئيسة المفوضية الأوروبية لشؤون القيم والشفافية «فيرا جوروفا » بمثابة بوصلة للتوظيف وتحفيز السياسات الاجتماعية في أوروبا، من خلال الاستئناس باتفاقية الأمم المتحدة لحقوق الأشخاص ذوي الإعاقة على مستوى الاتحاد الأوروبي والمستوى الوطني.

ومن المنتظر بحلول نهاية عام 2023 أن تقترح المفوضية الأوروبية آليات جديدة تعرضها على جميع دول الاتحاد الأوروبي، تهدف إلى تسهيل الاعتراف المتبادل بحالة الإعاقة بين الدول الأعضاء، مما يساعد الأشخاص من ذوي الاحتياجات الخاصة على التمتع بحقهم في التنقل. كما ستعمل المفوضية بشكل وثيق مع الدول الأعضاء لضمان مشاركة الأشخاص من ذوي الإعاقة في العملية الانتخابية في عام 2023.

التعليقات

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

موضوعات ذات صلة