القصة الكاملة لرفض شادي لويس جائزة ساويرس الثقافية

أثار إعلان الكاتب شادي لويس بطرس تنازله عن جائزة ساويرس الثقافية لأفضل عمل روائي- فرع كبار الأدباء، عن روايته «تاريخ موجز للخليفة وشرق القاهرة»، الكثير من الجدل، خاصة وأن الكاتب أعلن عن تنازله عنها بعد دقائق فقط من الفوز.

وكتب لويس على فيسبوك، عقب انتهاء حفل إعلان الجوائز أمس الأول: «سعيد بالتأكيد بالخبر وممتن للجنة الجائزة على اختيارها، وسأحتفظ بالجائزة لليلة واحدة، وفي الصباح هاكتب لإدارة الجائزة أعلن عن تنازلي عنها ماديًا ومعنويًا».

كما صرح الكاتب لجريدة «الدستور»: «لا شك عندي في نزاهة لجنة الجائزة واختياراتها عامًا بعد آخر، لكن لدي موقف معلن وكتبت عنه في الماضي أكثر من مرة عن الاقتصاد السياسي للثقافة ومن بينها الجوائز. وموقفي من التنازل عن الجائزة هو إعلان موقف في هذا السياق، وهذا موقف فردي يعني لا يدين الفائزين الآخرين اللي هما كلهم أساتذة وزملاء ليا».

وأضاف: «لا أعتبر كتابة الروايات سوى هواية، وليست لدي طموحات مهنية بخصوص الأدب، وغير ذلك تستهويني إثارة الجدل والقلاقل والزوابع الصغيرة بروح ساخرة في معظم الوقت، ولا أمانع أن يرشح الناشر إحدى رواياتي لجائزة بعينها (أهاجمها طول الوقت)، بدافع الفضول، وربما على أمل شبه مستحيل للفوز بها حتى أرفضها علنًا، لست أكثر وقارًا من صنع الله إبراهيم مثلاً، وهو فعل شيئًا مشابهًا، وأجد ما فعله مثيرًا للإعجاب وملهمًا، أي تحويل طقوس الرعاية والاعتراف التي تفرضها مراسم الجوائز إلى إعلان تمرد وإدانة».

وفي حوار سابق له بصحيفة «المدن» اللندنية في 2021 قال شادي لويس: «لدي موقف واحد من الجوائز من البداية، ادّعي أنه لم يتغير. موقفًا أخلاقيًا منها، كما أوضح في الحوار أن هناك أسئلة يجب طرحها، مَن يمنح الجائزة؟ وباسم مَن؟ ولماذا؟ يعني هل نقبل جائزة باسم ديكتاتور مثلاً؟ أو من أرباح تجارة السلاح أو الرقيق الأبيض؟ أو من نظام يخطف الكتّاب أو يعذبهم حتى الموت؟ أو متورط في إبادة جماعية؟ هل هناك معايير أخلاقية لتلقي الجوائز؟ وإن كانت الإجابة نعم، فما هي؟».

وأثار تنازل الكاتب عن الجائزة جدلًا كبيرًا على مواقع التواصل، وبينما دعم البعض موقفه من الجائزة وقراره بالتنازل، هاجمه آخرون، بينهم كتاب وأدباء، منتقدين تصريحه بذلك بعد إعلان نتيجة الجائزة، رغم موافقته على التقدم لها من البداية، وإبلاغه بفوزه بالجائزة قبلها بأيام، خاصة وأنه رفض أثناء الإعلان التنازل توضيح أسباب الرفض.

وذكر بعض مؤيدي موقف شادي واقعة رفض الأديب الراحل صنع الله إبراهيم استلام جائزة «ملتقى القاهرة للإبداع الروائي العربي» في 2003. وبعد إعلان الأديب السوداني الطيب صالح رئيس لجنة تحكيم الجائزة عن فوزه، صعد صنع الله إبراهيم على منصة المسرح ليرفض تسلم الجائزة، ووجه للحضور كلمة أدان فيها الجائزة وأعلن رفضه لها، معتبرًا أن الحكومة المصرية التي تمنح الجائزة «لا تملك مصداقية منحها» لعدة أسباب، منها إبقاؤها السفير الإسرائيلي رغم الممارسات الإسرائيلية ضد الشعب الفلسطيني.

من جانبه أعرب مجلس أمناء جائزة ساويرس الثقافية عن أسفه الشديد لاعتذار الكاتب شادي لويس وتنازله عن الجائزة. وأكد مجلس الأمناء في بيان أمس الاثنين أنه تم اختيار الرواية من لجنة التحكيم بمنتهى النزاهة والشفافية، بناء على جدارة واستحقاق الكاتب وتميز الرواية، دون أية اعتبارات أخرى، متمنيين له كل النجاح والتوفيق.

التعليقات

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

موضوعات ذات صلة