كنت فاكرة إن المقصود من المثل الشعبي «العرق يمد لسابع جد» الشبه في الشكل أو الأًصل أو الطباع، بس الحقيقة هو طلع لايق على عقدنا النفسية ومعاناتنا أكثر.
فاكرين الهاشتاج بتاع «وقف دايرة العنف»؟ اللي كان مقصود بيه إنه كفاية تربي عيالك بنفس الطريقة اللي اتربيت بيها، وكفاية عيالنا يطلعو نسخ مننا حتى فمشاكلنا النفسية؟ هو المثل الشعبي ده برضه تحسه عايز يقولك كده، عايز يقولك مشاكلك النفسية ليها جدر، وأنت الزرعة بتاعتها، يا تقرر أنك تكون زرعة يطلع منها نبته سوية، يا هتكمل نمو في الشجرة السامة!
وده بالظبط اللي كان بيتكلم فيه مسلسل «ذات أخرى» التركي في 8 حلقات، مسلسل لطيف لازم تشوفه، يمكن هيكون سبب في فتح الثقب الأسود اللي حاولت تقفله أو تغفل عنه سنين، بس الأكيد إنه هيفتح عينك على إزاي تبص لمشاكلك النفسية، وإزاي تخرج من السور اللي بنيته لنفسك.
زي أي مسلسل، بدأ بـ 3 أصحاب كل واحدة فيهم عندها كلكيعة نفسية مخبياها جواها، ومش عارفه أنها سبب كل اللخبطة اللي في حياتها، مش عارفة إن رد فعلها أو عندها أو دموعها أو جوعها أو خوفها أو أي شعور حست ومرت بيه الكلكيعة دي هي السبب فيه، مش عارفة إن إحساس الثقل اللي حاساه سببه الكلكيعة دي، مش عارفة إنه لما اتعرضت للخيانة وقبلت إنها تكمل كان سبب ده خوفها من الفقد، ما كانتش فاهمة إن إيدها اللي بترتعش طول الوقت بسبب خوفها، أو إن بهرجتها الكتير بسبب قلة ثقتها بنفسها.
إلي أن تاخدهم الظروف كتلاتة أصحاب وينقلوا في مكان على البحر شبه دهب كده في مصر. مكان ناسه بسيطة غير متكلف، الكل جاي يروق على حاله وبس، لا في حد حاشر نفسه في حياة حد ولا في قراراته، الكل حاسس بالتاني وجواه إحساس إن الجميع بيعاني يعني وكله جاي يروق على حاله.
في المكان ده بيتعرفوا على شخص كده شبه سيد رجب، ممكن نقول عليه معالج نفسي، بيروحوا ليه عشان يفهموا مالهم وفيهم إيه، وكل اللي كان هو بيعمله، إنه بيجسد اللي حصل ليهم قدام عينهم. أه! يعني البطلة كانت مش قادرة تفهم ليه والدتها سابتها ومشيت، هو في حلقة جسد ليها اللي حصل، ورد فعل والدتها كان كده ليه، وكانت النتيجة إنها قدرت تاخد خطوة إنها تتعالج من مشكلتها بعد ما فهمت سببها.
في الأول هتقول إيه ده؟ ما أنا لو قعدت مع نفسي ورتبت أفكاري هعرف ليه كل واحد بيعمل معايا كده، ومنها هعرف ليه أنا حاسس بده! بس الحقيقة ده مش هيحصل، عشان إحنا بنخاف من المواجهة، وبنخاف نعرف نفسنا إننا عارفين اللي فينا ده بسبب إيه، خاصة لو مرتبط بأهالينا.
أمال المعالج ده كان بيعمل إيه؟ كان مرايا. أه مرايا للي حصل من الجد الأكبر ووصل ليك، وفي مشهد درامي بيأكد إن أغلب مشاكلنا النفسية متسلسلة وممتدة من سابع جد زي ما المثل بيقول.
يعني، لو أنت بتعاني من قلة الثقة بالنفس، فده بسبب أسرتك وكلامهم معاك وعليك والمواقف اللي اتعرضت ليها في طفولتك، وأهلك عملوا ده معاك برضه بدون وعي لأنهم اتعرضوا لنفس المشكلة مع أهاليهم، وأهاليهم اتعرضوا لده برضه. سلسلة وحلقات مصنوعة من أزمات نفسية وصلت ليك، لخصها المسلسل بجملة عظيمة بتقول «مشاكلك من أجدادك».
طيب إيه الحل؟! هنفضل نعاني كده كتير؟
لأ، وأنا هنا عشان أقولك لأ، وكتبت ليك زي ما بفكر ومن غير ترتيب عشان أعرف أوصلك وأقولك لأ. عشان إحنا قادرين نشوف المسلسل دلوقت ونفهم فكرته، عشان سهل أعمل بحث وأفهم مشكلتي، عشان سهل أروح لمختص، عشان أقدر أوقف دايرة الأزمات النفسية ومخليهاش تمتد لسابع حفيد!