البشت القطري يثير الجدل في نهائي المونديال

اختتمت مساء الأحد الماضي فاعليات مونديال قطر 2020، وكانت النهاية بمباراة مثيرة وصفت بأنها الأعظم في تاريخ نهائي كأس العالم لكرة القدم، والتي نجح فيها منتخب التانجو بقيادة نجمه «ليونيل ميسي» في انتزاع لقب البطولة من نظيرة الفرنسي حامل اللقب، بعد مباراة حماسية امتدت لأربعة أشواط، وشهدت ستة أهداف، ثلاثة في مرمى كل فريق، قبل أن يحسمها «ميسي» ورفاقه بضربات الجزاء الترجيحية.

شهدت المباراة النهائية للمونديال حدثًا استثنائيًا عقب تتويج المنتخب الأرجنتيني باللقب الثالث له في تاريخه، فبينما كان الجميع ينتظر لحظة تسلم كابتن المنتخب «ميسي» الكأس، ألبسه الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، أمير قطر، «البشت» الخليجي، لتصبح تلك اللقطة أبرز صورة في تاريخ المونديال وفي مسيرة اللاعب الكروية، كما تصدرت عناوين الصحف العالمية، وأشتعلت الجدل على مواقع التواصل الاجتماعي ما بين مؤيد ومعارض.

اعتبر المنتقدون ما حدث انتهازية من قطر، ومحاولة لإقحام نفسها وثقافتها في لقطة كانت يجب أن تكون مخصصة للبطل فقط، معتبرين ذلك أشبه بـ«السرقة» لهذه اللحظة التاريخية، ووصف آخرون ارتداء ميسي للبشت بآخر حلقات سياسة «الغسيل الرياضي» التي اعتمدتها الدوحة طوال المونديال.

بين المنتقدين اللاعب الألماني السابق «باستيان شفاينشتايجر»، الذي علق عبر حسابه: «هنا تُسرق من اللاعب لحظة كبيرة جدًا. أرى ذلك أنه تصرف غير جيد. كان يمكن أن يحدث ذلك لاحقًا في غرفة تبديل ملابس اللاعبين»، وتابع: «أعتقد أن ميسي نفسه لم يكن سعيدًا بالأمر. الحركة بنظري لم تكن ناجحة».

كما انتقد نجم الكرة الإنجليزية السابق «جاري لينيكر» المشهد قائلًا: «إنه أمر مخجل أن يغطوا القميص الوطني التقليدي الأرجنتيني الذي يرتديه ميسي»، فيما علق اللاعب الأرجنتيني السابق «بابلو زاباليتا» لـ«بي بي سي»: «لماذا؟ ببساطة لماذا؟ لم يكن هناك أي سبب لذلك».

في سياق آخر، اعتبر الفريق المؤيد أن الانتقادات الموجهة لارتداء «ميسي» الزي الخليجي هي محاولة للتقليل من النجاح القطري في تنظيم البطولة، وتكشف عن ازدواجية المعايير الغربية تجاه العرب. وأشاروا إلى أن تلك الصورة التذكارية كانت أفضل ختام لمونديال أقيم على أرض شرقية عربية، وتمثل رسالة جميلة للتعايش الثقافي بين الشعوب.

بين المؤيدين الصحفي الرياضي الأمريكي «زاك لوي»، الذي كتب على تويتر: «ربما أنا من الأقلية هنا. إلا أني أعتقد أنها كانت لمسة لطيفة». وشرح لمتابعيه: «يعطى البشت للمحاربين العرب بعد الانتصار في المعارك، أو للملوك. ميسي انتصر لتوه في أعظم معركة، وأثبت نفسه كملك لكرة لقدم. كما أن البشت كان شفافًا ولم يخفِ قميص المنتخب الأرجنتيني».

كما غرد الإعلامي الإماراتي عدنان حمد الحمادي: «لم يجد الإعلام الغربي سوى أن ينتقد البشت الذي ارتداه الأسطورة ميسي. تناسى هؤلاء أن هذا الزي هو رمز الفخر والهيبة والإباء والشموخ، وهذا دليل آخر على العنصرية والحقد»، وعلق التونسي محمد كريشان، مذيع قناة الجزيرة، عبر تويتر: «أن يُلبس أمير قطر البشت القطري التقليدي الفاخر لهو آخر لمسة قطرية ذكية في كأس عالم جاء متفوقًا في كل شيء».

كما نشر البعض صورة قديمة من مونديال 1970 في المكسيك، يظهر فيها النجم «بيليه» وهو يرتدي القبعة المكسيكية التقليدية «السومبريرو»، بعد تتويج البرازيل بلقبها العالمي الثالث. ورد المعارضون على الصورة بأن الأسطورة البرازيلي «بيليه» ارتدى القبعة في وقت لاحق لرفعه للكأس، لافتين إلى أنه كان من الممكن إهداء «ميسي» البشت القطري في وقت لاحق، وليس في لحظة تسلم ورفع الكأس.

التعليقات

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

موضوعات ذات صلة