نوادر مونديالية (6)

احتاجت قارة أفريقيا لمرور قرابة الـ 80 عامًا كي تحصل على شرف استضافة وتنظيم كأس العالم على أراضيها. كان هناك قصص كثيرة حول اختيار الملف الفائز بتنظيم مونديال 2010، حيث تقدمت مصر بملف لاستضافة الكأس، ودخلت في سباق مع أربعة دول أفريقية، وهي جنوب أفريقيا والمغرب وتونس وليبيا، وفازت جنوب أفريقيا بالتنظيم، بينما لم يحصل ملف مصر على أي من أصوات أعضاء اللجنة التنفيذية للاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا)، وعددهم 24 عضوًا، وخسرت المغرب بعد حصولها على 10 أصوات فقط، فيما حصلت جنوب أفريقيا على ثقة الاتحاد الدولى بأغلبية 14 صوتًا.

أكد الاتحاد الدولى أن الطرق والخدمات والإدارة المصرية لا تصلح لتنظيم مثل هذا الحدث، واضطرت الحكومة المصرية إلى إحالة الموضوع إلى لجنة لتقصي الحقائق والجهاز المركزي للمحاسبات، لاستبيان أوجه القصور في الملف. وأحيل أنس الفقي وزير الشباب والرياضة وقتها إلى النيابة العامة للتحقيق في مخالفات مالية، وكشف الوزير في مؤتمر صحفي أنه ورد في تقريره عدة مخالفات مالية تتعلق بالمبلغ الذي تم صرفه على تنظيم المونديال، والذي بلغت تكاليفه الرسمية 43.1 مليون جنيه مصري، منها 32 مليون من جهات حكومية، و11 مليونًا من جهات خاصة.

من ناحية أخرى نشرت صحيفة «سوكر لادوما» الجنوب أفريقية تقريرًا أمريكيًا يتهم جنوب أفريقيا بدفع رشوى بقيمة 10 ملايين دولار للحصول على تنظيم المونديال. وبحسب التقرير الأمريكي كان هناك اتفاق سري بين اتحاد الكرة الجنوب أفريقي و«جاك وارنر» ممثل الـ«كونكاكاف» في الفيفا وعضو المكتب التنفيذي، على منح البلاد شرف استضافة البطولة مقابل الحصول على مبلغ مالي.

وانتقالًا إلى مونديال 2014، الذي لم تواجه فيه بلاد السامبا أي منافسة للحصول على التنظيم، بعد أن حدد الاتحاد الدولي لكرة القدم نظام التناوب بين القارات، وحدد قارة أمريكا الجنوبية لتقام فيها البطولة، ولم يطلب أي بلد سوى البرازيل استضافة المونديال، بعد أن تقدمت بالملف في 31 يوليو 2007.

وقبل ساعات من انطلاق المباراة الافتتاحية اندلعت اشتباكات بين قوات الشرطة ومتظاهرين محتجين على الإنفاق الحكومي على الحدث الرياضي الكبير. حاول المحتجون قطع الطريق المؤدي إلى استاد «كورنثيانز ارينا» الذي سيستضيف المباراة بين البرازيل وكرواتيا، بعد أن شعر الكثير من المواطنين البرازيليين بالغضب من إنفاق الحكومة 11.3 مليار دولار على استضافة الكأس في الوقت الذي تعاني فيه الخدمات العامة من قلة التمويل، وكانت هذه الاحتجاجات استمرارًا لاحتجاجات ضخمة هزت شوارع البلاد قبل عام من انطلاق البطولة، وردت «ديلما روسيف» رئيسة البرازيل على تلك المظاهرات قائلة: «ما أراه على نحو متزايد هو الترحيب الذي تلقاه الفرق وسعادة البرازيليين بفريقهم».

فازت روسيا بشرف استضافة البطولة في 2018، بعد التغلب على 3 ترشيحات منافسة لها على التنظيم، منها ترشيح مشترك بين إسبانيا والبرتغال، وترشيح مشترك آخر بين هولندا وبلجيكا، وترشيح ثالث لإنجلترا. وتعتبر هذه النسخة من كأس العالم هي الأولى التي تقام في أوروبا الشرقية.

بدأت الأزمات تحوم حول هذه النسخة من البطولة باشتعال الخلافات بين روسيا وإنجلترا، التي هددت بعدم حضور نجوم الدوري الإنجليزي إلى البطولة، بعد أن حذرت بريطانيا روسيا من رد قوى إذا تبين أنها تقف وراء المرض الغامض الذى أصيب به الجاسوس المزدوج الروسى السابق «سيرجى سكريبال» وابنته «يوليا» فى إنجلترا، والذى سبق وأدانته موسكو بالإبلاغ عن عدد من الجواسيس لمصلحة الاستخبارات البريطانية.

اتهم وزير الخارجية البريطانى بوريس جونسون مباشرة روسيا بالوقوف وراء هذه الجريمة، موضحًا أنه إذا تبين أن موسكو تقف وراء العملية سيكون من الصعب رؤية منتخب إنجلترا فى نهائيات الكأس الذي تستضيفه روسيا. وبالفعل بدأت إنجلترا معاقبة روسيا على مسألة الاعتداء على الجاسوس من خلال دعوة بعض الدول للانسحاب من البطولة، حتى لا تأخذ بلد الرئيس «فلاديمير بوتين» شرعية جديدة على انتهاكاتها، سواء فى سوريا، ومؤخرًا مع «سكريبال» وابنته.

وعلى الفور دخلت كل من بولندا واليابان أزمة الجاسوس الروسي، ووجهتا انتقادات عنيفة إلى روسيا مهددين بالسير على خطى إنجلترا والانسحاب من المونديال للحفاظ على حقوق الإنسان التى يواصل «بوتين» انتهاكها فى مناطق النزاع الروسية فى جميع أنحاء العالم، ما دفع روسيا إلى توجيه الاتهامات لبريطانيا بمحاولة إفساد الحدث الرياضى الأهم. وفي النهاية شاركت إنجلترا في البطولة وحققت المركز الرابع.

التعليقات

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

موضوعات ذات صلة