على مرأى العالم أجمع.. سناء سيف تحمي أخيها

«لو الواحد بيتمنى الموت يبقى الإضراب مش نضال، لو الواحد متمسك بالحياة بس كغريزة يبقى ملوش لازمة النضال، لو الواحد بيأجل الموت خجلان من دمع أمه فقط يبقى بيقلل احتمالات النصر.

النهارده آخر يوم هشرب فيه مشاريب ساخنة، أو تحديدًا يعني بما إني هعد الأيام من فتح النور ١٠ صباحًا يبقى بكرا الثلاثاء ١ نوفمبر هشرب آخر كباية شاي في الآسر قبل فتح النور، وبعد ٥ أيام بالضبط (مع فتح النور يوم الأحد ٦ نوفمبر) هشرب آخر كباية مياه .. بعد كدا في علم الغيب».

كل ما سبق كان جزء من آخر جواب من علاء عبدالفتاح لأخته سناء. وهنا يتمرد الموت على الحياة في صورة هزلية قمعية، ويترك نتيجته فقط في يد السلطات المصرية، ليصبح التحدي الأكبر بين العدالة المصرية والعدالة السماوية، في خط قدري يأخذ معه حياة و روح علاء إلى المجهول.

أمي هي التي أنجبتنا كلنا رجالًا. هذا هو الإرث الحقيقي، وأي شخص يطمح في أكثر من ذلك دعم و سند بلا مدد. وقفت سناء عبد الفتاح الثلاثاء الماضي وقفة بمائة من الرجال أمام صحفيين من العالم كله، عاقدة مؤتمر تطالب الحكومة المصرية بطمأنتهم على حالة علاء الصحية، أو السماح للقنصلية البريطانية بزيارته في السجن، لأنه الآن مواطنًا بريطانيًا أيضًا، فبعد تعسف سنين طوال أمام أبواب السجون في انتظار جوابات وزيارات، سعت سناء وشقيقتها للجنسية البريطانية، التي أخذوها هن أيضًا بالتبعية من والدتهم ليلي سويف الأستاذة الجامعية.

يلومون سناء على اللجوء إلى الحكومة البريطانية ويتهمونها بالخيانة بعد كل ذلك السعي والانتظار والصبر،  وبعد إضراب علاء لأكثر من ٢٢٠ يوم لوضع حد لمعاناته، وفهم التعسف في الإجراءات ومعرفة السبب وراء حبسه كل تلك السنين، والتهمة: نشر أخبار كاذبة.

من البديهي أن يدرك أي شخص عند سماعه للتهمة أنها قضية رأي وليست قضية إجرامية مثلما يرى البرلماني الذي قام بالتدخل في المؤتمر وأطلق اتهامات الخيانة لسناء، وكل ذلك أمام مرأى ومسمع العالم أجمع. كان يمكنه ببساطة تحضير سؤال واضح وصريح ومختصر، لكنه أطال الكلام والتعريف بنفسه والهجوم، متجاهلًا نظرة العالم لنا بأننا همجيين  وغير منظمين، ولا نحترم نظام ولا إدارة المؤتمر، بل ولا نحترم حق أخت في حماية أخوها، وكأن المهاجرين كل يوم من مصر إلى الغرب ممن يتنازلون عن الجنسية المصرية من أجل حياة أفضل لهم ولأسرهم جميعًا خونة! على الأقل سناء لم تتنازل عن جنسيتها حتى الآن، بل تخاطب الحكومة المصرية التي قامت باعتقالها من قبل عدة مرات، لمحاولة الإفراج عن علاء المضرب منذ شهور، ويؤثر إضرابه على صحته وأعضائه، فيما لم تحصل أسرته على أي تقرير طبي حتى الآن عن حالته، ولا يسمح لهم باستلام جواب منه ليطمئنوا على حياته.

كما لم يتحرك قلب الحقوقية المصرية التي قامت هي الأخرى بمهاجمة سناء وأسرتها في جلسة ثانية، وأطالت في الكلام موجهة اتهامات جديدة لعلاء بإهانة السيدات المصريات، متجاهلة طرح سؤالها. وهذا ورد من حقوقية حضرت الكثير من المؤتمرات الإقليمية والدولية، وتعلم جيدًا كيف تطرح سؤالًا مختصرًا مفيدًا باللغتين العربية والإنجليزية!

حالة تعاطف كبيرة وغيرة من كل قلبي على صورة وطني، وأخاف عليها من الاهتزاز رغم كل ذلك أمام عيون العالم كله، وفي النهاية ستظل مصر هي من استضافت على أرضها قمة المناخ، لكنني أتسائل هل ستتعاطف الحكومة المصرية وتتوصل لاتفاق مع صديقتها بريطانيا للإفراج عن علاء؟

وكلي أمل أن علاء ابن  أحمد سيف الإسلام سيخرج سليمًا آمنًا لعائلته قريبًا جدًا، لأنهم في الأصل أبناء مصر قبل بريطانيا، والرئيس السيسي لا يغفل ابدًا عن أبنائه.

التعليقات

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

موضوعات ذات صلة