بشكل نهائي.. الملك شارلز ورئيس وزرائه الجديد لن يحضرا قمة المناخ

أفادت تقارير نشرتها صحف ووكالات عالمية بأن الملك تشارلز الثالث لن يحضر بشكل نهائي قمة المناخ المزمع عقدها بعد أيام في مصر، اتباعًا لنصيحة مكتب رئيس وزرائه الجديد «ريشي سوناك»، الذي أعلن هو الآخر منذ أيام عن عدم حضوره للقمة، بسبب التزامات داخلية ملحة، وسط انتقادات من أحزاب وجماعات بيئية وسياسيين، وتساؤلات حول موقف رئيس الوزراء الجديد من قضية المناخ.

يقف قرار «سوناك» إلى جانب قرار سلفه «ليز تراس»، رئيسة الوزراء السابقة، التي نقلت صحف بريطانية بداية أكتوبر الجاري عن مصادر منعها للملك من حضور قمة التغيير المناخي. وبعد تردد أنباء عن خلافات بين القصر ورئيسة الحكومة، رد قصر «باكينجهام» في بيان إنه تم الاتفاق على عدم حضور الملك للقمة بـ«صداقة واحترام متبادلين»، وإن الملك يدرك دائمًا دوره في التصرف بناء على نصيحة الحكومة، بينما حذرت الحكومة المصرية المملكة المتحدة من «التراجع عن أجندة المناخ العالمي».

من جانبه، اعترف مكتب رئيس الوزراء البريطاني الخميس للمرة الأولى أنه تم نصح الملك بعدم حضور القمة تحت إدارة «تروس». وقال متحدثون إن الملك «يدرك دوره الدستوري الجديد كملك، ويتفهم أن رحلة قصيرة إلى مصر لن تكون مناسبة لأول زيارة دولية له إلى الخارج»، مع التأكيد على أن البيئة تظل أولوية قصوى له ولأسرته، فيما ذكرت صحيفة «التايمز» الجمعة عن مصدر قوله إن الملك المعروف بنشاطه واهتمامه بقضايا البيئة منذ عقود كان «يدافع عن موقفه» وسيصاب بخيبة أمل كبيرة من موقف الحكومة.

واجه قرار «سوناك» بعدم حضور القمة انتقادات واسعة من سياسيين وأحزاب ونشطاء بيئيين في المملكة المتحدة، وطرح الكثيرون تساؤلات عن موقفه تجاه قضايا البيئة والمناخ. وقال زعيم حزب العمال «كير ستارمر» إن غياب «سوناك» يرقى إلى «الفشل الذريع في القيادة» في مثل هذه القضية العالمية الهامة، كما صرحت «نادين دوريس» وزيرة الثقافة السابقة وحليفة رئيس الحكومة الأسبق «بوريس جونسون» على تويتر إنه من الخطأ عدم حضور «سوناك» «لأن الاحتباس الحراري من أكبر الأزمات التي تواجه كوكبنا، وصافي الصفر يخلق آلاف الوظائف وهو أمر جيد للاقتصاد». فيما أعلنت متحدثة باسم «سوناك» أن رئيس الوزراء البريطاني سيكون مُمَثلا بوزراء آخرين في المؤتمر، بينهم المبعوث البريطاني للمناخ «ألوك شارما»، وأن المملكة المتحدة ستواصل دعم«Cop 27»  والالتزام بالدفع نحو الحياد الكربوني.

وكانت «ليز تروس» رئيسة وزراء بريطانيا السابقة قد واجهت انتقادات شديدة من نشطاء المناخ منذ توليها منصبها في 5 سبتمبر الماضي، وأثارت سياساتها بشأن المناخ موجة غضب واسعة وصلت إلى تظاهرات بيئية في العاصمة لندن. كما أثيرت المخاوف حول التزامها بأهداف الأمم المتحدة بشأن خفض صافي الانبعاثات الكربونية إلى الدرجة صفر بحلول 2050، بعدما تبين أنها تشجع على استخدام الوقود الأحفوري، الذي يفاقم خطر الاحتباس الحراري وانبعاثات الكربون، كما عهدت خلال أحد خطاباتها بتعليق فرض «الضريبة الخضراء» على مواطني المملكة، وهو نظام كان مقررًا أن يخصص جزءًا يصل إلى نحو 8% من قيمة فواتير الكهرباء لصالح تمويل مشاريع الطاقة الخضراء، إلى جانب إعلانها عن تراخيص جديدة للتنقيب عن النفط والغاز في بحر الشمال، كما تضم حكومتها وزيرين متشككين حيال مسألة الحياد الكربوني على النحو المنصوص عليه في اتفاقية باريس، أحدهما «رانيل جاياوردينا»، وزير البيئة البريطاني، الذي أعلن عن رفضه التوسع في إنشاء المزيد من محطات الطاقة الشمسية في الريف.

من جانبهم، أعلن منظمو القمة إن حوالي 90 رئيس دولة أكدوا حضورهم حتى الآن القمة التي تبدأ فعالياتها في 6 نوفمبر المقبل بشرم الشيخ، بينهم الرئيس الأمريكي «جو بايدن» والرئيس الفرنسي «إيمانويل ماكرون»، كما ترددت أنباء عن تخطيط رئيس الحكومة السابق «بوريس جونسون» للحضور.

التعليقات

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

موضوعات ذات صلة