هل نقص الأعلاف مبررًا لإعدام الكتاكيت؟

تسببت مشاهد «إعدام الكتاكيت» في حالة كبيرة من الغضب بين رواد منصات التواصل الاجتماعي، بعد انتشار فيديوهات لبعض مربي دواجن يقومون بعمليات إعدام جماعي للكتاكيت، على خلفية أزمة نقص الأعلاف. وبينما اعتبر البعض ما يحدث جريمة تستوجب العقاب، طالب آخرون بضرورة تدخل الحكومة لإنقاذ صناعة الدواجن التي تتعرض لأزمة كبيرة في الوقت الحالي، نتيجة عدم وجود الأعلاف، وارتفاع أسعارها في حالة توفرها، ما يكلف أصحاب المزارع خسائر فادحة.

بدأت القصة عندما حذر عدد من مربي الدواجن عبر وسائل التواصل الاجتماعي من إقدامهم على إعدام الكتاكيت في المزارع نتيجة نقص الأعلاف، وقال ثروت الزيني، نائب رئيس اتحاد منتجي الدواجن، في تصريحات تليفزيونية، إن إعدام الكتاكيت ظهر على وسائل الإعلام حديثًا، بينما يجري التخلص منها منذ أسابيع، وذلك لعدم توافر الأعلاف، وأوضح «الزيني» أن كميات الكتاكيت في المزارع كبيرة، وأنه لا يمكن توزيعها على الفلاحين لتربيتها، مشيرًا إلى أن مصر تنتج نحو 4 ملايين فرخة يوميًا، وحوالي 40 مليون بيضة.

الحكومة وأزمة الكتاكيت

من جانبه، عقد مجلس الوزراء الأحد الماضي اجتماعًا لبحث حل المشكلة، ومناقشة أحوال صناعة الدواجن بشكل عام. وأكد رئيس اتحاد منتجي الدواجن محمود العناني أنهم طالبوا رئيس الوزراء مصطفى مدبولي خلال الاجتماع بتوفير 250 ألف طن صويا شهريًا، من أجل صناعة الدواجن، بما سيساهم في انخفاض قيمة الأعلاف، وبالتالي انخفاض سعر الدواجن والقضاء على السوق السوداء. لافتًا إلى أن نائب محافظ البنك المركزي أكد تسليم مستندات بـ 44 مليون دولار من أجل الحصول على الصويا، والمساهمة في حل أزمة الأعلاف.

وزير الزراعة المصري، السيد القصير، قال في تصريحات تليفزيونية إن مقاطع الفيديو التي ظهرت على مواقع التواصل الاجتماعي لإعدام كتاكيت هي حالات فردية، مقرًا في الوقت نفسه بوجود أزمة في صناعة الدواجن، ناتجة عن الأحوال العالمية التي عرقلت عمليات الاستيراد والشحن، وتأثر مصر كغيرها من بلدان العالم بتلك الأزمة، داعيًا إلى عدم المبالغة في وصف الأمر بـ«عمليات إعدام جماعي»، مؤكدًا أنها مجرد حالات فردية.

البرلمان وأزمة الكتاكيت

وتعليقًا على الفيديوهات المنشورة، قال النائب هشام الحصري، رئيس لجنة الزراعة بمجلس النواب، أمام الجلسة العامة الأحد الماضي، إنه تم إجراء محادثات مع رئيس مجلس الوزراء ووزير الزراعة بشأن الأزمة، وأن لجنة الدواجن عقدت اجتماعًا للبحث عن حلول، مؤكدًا أن الملف على مكتب رئيس الجمهورية، ويجري متابعته عن كثب، وأنه سيكون هناك حل جذري بتدخل رئاسي، لافتًا إلى أن أزمة الحرب الروسية الأوكرانية هي السبب الرئيسي لنقص الأعلاف في مصر.

ووصف النائب محمود قاسم، عضو مجلس النواب، تصريحات أحمد نبيل، نائب رئيس شعبة البيض باتحاد منتجي الدواجن، والتي أكد فيها أن بعض المربين بدأوا في إعدام الكتاكيت أو التصرف فيها بالبيع، بأنها «خطيرة ومؤسفة»، متسائلًا في بيان عاجل قدمه إلى رئيس مجلس النواب المستشار حنفي جبالي، موجه إلى وزير الزراعة السيد القصير، حول مدى علم الحكومة بخطورة الأزمة المتفاقمة، والإجراءات التي اتخذتها لتوفير الأعلاف للثروة الداجنة، مطالبًا رئيس المجلس باستدعاء وزير الزراعة للبرلمان للرد على سؤاله.

الأعلاف وأزمة الكتاكيت

تشير البيانات المتاحة إلى أن نسبة عجز الأعلاف في مصر حاليًا تخطت الـ50%، مقارنة بالمطلوب لمزارع الدواجن، ما نتج عنه زيادة كبيرة في أسعار لحوم الدواجن بمصر، فوصل سعر الكيلو إلى ما يوازي 3 دولارات، فيما اقترب سعر البيض من ربع دولار للبيضة الواحدة، كما انعكست الأزمة أيضًا على لحوم المواشي، التي واصلت ارتفاعها حتى تخطى سعر الكيلو الـ 10 دولارات.

وتواجه مصر الآن أزمة في الأعلاف التي تستورد البلاد معظمها من الخارج، بسبب الاضطرابات العالمية وعدم انتظام عمليات الشحن، ما نتج عنه نقص كبير في الذرة وفول الصويا وغيرها من مواد الأعلاف، فيما يتسائل البعض ما إذا كان نقص الأعلاف مبررًا لوضع مئات الكتاكيت داخل أجولة بشكل جماعي، ثم إعدامها؟ وهل هناك عقاب ينتظر من قاموا بهذه الأفعال؟!

وإلي متى ستترك الحكومة الأزمات رهن اجتهادات وحلول فردية، بعد تفاقمها وانتشارها عبر مواقع التواصل الاجتماعي؟

التعليقات

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

موضوعات ذات صلة