قمة النقب.. صورة للذكرى وتصريحات عربية تثير الجدل

منذ أيام استقبل وزير خارجية إسرائيل، يائير لابيد، في صحراء النقب، وزراء الخارجية: الإماراتي عبدالله بن زايد، والمصري سامح شكري، والمغربي ناصر بوريطة، والبحريني عبداللطيف الزياني، في قمة حضرها وزير الخارجية الأمريكي أنطوني بلينكن.وهذه أول مرة تستضيف فيها إسرائيل هذا العدد من كبار المسؤولين العرب.

وأولت إسرائيل أهمية بالغة لهذه القمة، التي وصفتها بـ”التاريخية”، واحتفى الإسرائيليون عبر مواقع التواصل الاجتماعي بالقمة عبر حسابات رسمية لمؤسسات وأشخاص.

في المقابل تعاملت الصحف المختلفة مع هذا الأمر بشكل متفاوات، فنشرت صحيفة ذا نيويورك تايمز مقالا بتاريخ 28 مارس 2022 للكاتب باتريك كينجسلى والكاتبة لارا جيكس، أوضحا فيه أن قمة النقب وإن كانت حدثا تاريخيا إلا أنها شهدت خلف الأبواب المغلقة خلافات حادة بين الأطراف لا سيما فيما يتعلق بإيران والحرب في أوكرانيا.

كان اجتماع كبار الدبلوماسيين من إسرائيل والولايات المتحدة وأربع دول عربية فى فندق ومنتجع في صحراء النقب يوم الاثنين قبل الماضى حدثا بارزا أظهر شرعية إسرائيل المتزايدة بين قادة الشرق الأوسط الذين تجنبوا الدولة اليهودية لعقود. كما شهدت الصور المرحة الصريحة للقادة وخطبهم الرفيعة المستوى على أهمية الحدث.

ورحب معلقون خاصة في الصحف الإماراتية والمصرية والبحرينية بالقمة وأشادوا بالتحركات الدبلوماسية التي تطرقت إلى التغيرات الأخيرة على خلفية الغزو الروسي لأوكرانيا و اقتراب واشنطن من توقيع صفقة نووية مع إيران بينما انتقد آخرون محاولات “التطبيع” مع إسرائيل و”شيطنة” إيران.

في حين انتقد البعض تشكيل ما  تم تسميته بـ ‘قمة النقب’ في الصحراء الفلسطينية المحتلة، في الوقت الذي تشدد فيه  الحرب الروسية الأوكرانية وتحبس أنفاس الجميع على تداعيات هذه الحرب القائمة.

ومن جانب أخر اتجهت بعض وجهات النظر إلى هذا اللقاء على أنه تاريخي  من منظور إسرائيل، لأنها هي الرابحة منه، بما أن حضور أربعة وزراء عرب للاجتماع على جزء من أرض فلسطين التاريخية المحتلة تكريس لاعترافهم بهذا الاحتلال والتعاون معه، بل والتحالف معه”.خاصة وأن  الدعوة من الأساس من قبل إسرائيل التي رسمت أهداف اللقاء الاستراتيجية.

بينما انتقد بعض المفكرين الغياب الفلسطينيين عن هذه اللقاءات مما يعني تغييب القضية الفلسطينية”، محذرًا من أن ” كل ما سبق يُنذر بفوضى قادمة للمنطقة العربية لا تقل خطورة عن فوضى (الربيع العربي)”.

في السياق ذاته تسببت القمة الأخيرة التي عقدت في النقب واستضاف فيها وزير الخارجية الإسرائيلي نظراءه من مصر والإمارات والمغرب والبحرين بحضور وزير الخارجية الأمريكي، جدلًا واسعًا على مواقع التواصل الاجتماعي.

خاصة بعد نشر لابيد نفسه عبر حسابه الخاص على تويتر صورا لوصول الوزراء المشاركين مرحبا بكل منهم على حدة.

تأتي هذه القمة بعد سلسلة اتفاقات تطبيع عقدتها إسرائيل مع دول عربية ضمن ما يعرف بـ”اتفاقيات أبراهام” التي ترعاها الولايات المتحدة الأمريكية.وكانت الإمارات أولى الدول الموقعة على تطبيع العلاقات مع إسرائيل عام 2020، ولحقتها بعد ذلك البحرين والمغرب.

وتحدث وزير الخارجية الإماراتي عبد الله بن زايد خلال كلمة في القمة عن علاقات بلاده بإسرائيل وما تحقق فيها منذ اتفاق التطبيع وما يعمل البلدان على الوصول إليه في علاقاتهما المتبادلة على مختلف الأصعدة.

لكن ما أثار الجدل في كلمة بن زايد في القمة، التي وصفها بـ”لحظة تاريخية”، فهو قوله “للأسف أضعنا هذه الأعوام الثلاثة والأربعين” (منذ أبرمت مصر وإسرائيل معاهدة السلام) خسرنا على مدار هذه الأعوام معرفة بعضنا البعض بشكل أفضل والعمل معا، وتغيير السردية التي نشأت عليها أجيال من الإسرائيليين والعرب”.

وقال بن زايد: “ما نحاول بلوغه اليوم هو تغيير هذه السردية وخلق مستقبل مختلف”.وتابع قائلا: “إسرائيل جزء من هذه المنطقة منذ وقت طويل لكننا لم نتعرف على بعضنا البعض لذلك حان الوقت لتدارك ما فاتنا”.

وكما بدأ بن زايد بالإشارة إلى معاهدة السلام التي أبرمت بين مصر وإسرائيل، شكر في ختامها وزير الخارجية المصري سامح شكري قائلا إن الإمارات “تسير على خطى مصر” في هذا الصدد.

و قال وزير الخارجية المصري، سامح شكري، إن مصر لم تشارك في القمة “لتشكيل تحالف ضد أي طرف”، وإن مشاركته في اجتماع النقب “كانت بهدف تعزيز السلام وطرح وجهة نظر مصر للدفع باتجاه تحقيقه”. إلا أن حضور شكري أثار ردود فعل غاضبة في مصر.

تصريح آخر أثار الجدل في قمة النقب هو تصريح وزير الخارجية المغربي ناصر بوريطة، الذي ذهب بعيدا في وصف العلاقات بين إسرائيل والمغرب عندما تحدث عن ما يبدو أنها مقولة سمعها في إسرائيل مفادها أن “كل عائلة في إسرائيل لديها شخص من دم مغربي”. قال بوريطة “هذه ليست مزحة، هذا واقع”.وانقسم المغاربة بين مستنكر لتصريح بوريطة ومتبرئ منه، وبين متبن له تحت هاشتاج #بوريطة_يمثلني .

التعليقات

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

موضوعات ذات صلة