الأم المعيلة.. بطلة أبنائها

أسماء عصام 

يمكن كان شكل الحياة في المستقبل بالنسبة لأي بنت صغيرة عبارة عن شوية أحلام بسيطة وبريئة، زي شكل بيت جميل مليان بتفاصيل جميلة من اختيارها، وفارس أحلام جاي على حصان أبيض، ومع التطور أصبح فارس الأحلام ده شاب ممكن نتعرف عليه في مجال الدراسة أو الشغل.. الخ.

لكن مع ضغوطات الحياة الواقعية، والمسؤوليات الواقعة على كتف اتنين بيتشاركوا في حياة زوجية بها من المسؤولية المادية والاجتماعية ما يكفي، وتربية أطفال وتوفير قوت اليوم، وفواتير المياه والكهرباء و الغاز أو الإيجار الجديد، أصبح الحلم البسيط بمشاركة أحلام تانية، زي باب عمل مستقر في شركة كبيرة، أو وظيفة حكومية، أو وظيفة كول سنتر بأحد شركات الاتصالات، وأصبح حلم البنت غير الزواج هو الحصول على العمل المستقر لتأمين الحياة، سواء الزوجية أو غير الزوجية، وأصبحت المرأة العاملة، ومن ثم الأم العاملة، تقع على عاتقها مسؤوليات مصروفات البيت، مثلها مثل حال زوجها.

كشف الجهاز المركزى للتعبئة العامة والإحصاء عام 2015 أن نسبة مساهمة المرأة في سوق العمل بلغت 22.9% من إجمالى قوة العمل من سن 15 – 64 سنة، وتمثل تلك النسبة حوالى ما يقرب من ثلث مساهمة الرجال التي تبلـغ 73.4% ، فيما تبلغ نسبة الأمية للإناث 33.5 % في مقابل 18.5% للذكور ، كما ارتفعت معدلات البطالة للإناث من 22.7% عام 2011 إلى 24.2% عام 2013، بينما سجل 8.9% للذكور عام 2011، كذلك 9.8% عام 2013.  وبلغت نسبة البطالة بين الإناث 24.2% مقابل 9.4% للذكور عام 2015، بينما بلغت نسبة النساء اللاتي يعملن عمل دائم 84.7% في مقابل 60.7% للذكور ، كما أن حوالي 30% من الأسر المصرية تقوم بإعالتها امرأة.

لا يمكننا إنكار أن تأمين الحياة والاستقلال المادي للأم هو أول باب من أبواب الحرية،  سواء كانت هذه الأم سيدة تعمل بشركة أو عمل حر، أو تعمل في مجال رعاية ونظافة البيوت، فكلها في النهاية أعمال شريفة تكافح بها من أجل أسرتها ونفسها، ولضمان حياة إنسانية كريمة لنفسها ثم لأطفالها ولزوجها بعد ذلك، فالقدر لا يحمل الحظ دائمًا، وقد تجد  الفتاة الصغيرة التي أصبحت امرأة في ليلة وضحاها نفسها أمام أسرة بأطفال من دون راعي، أرملة ، أو زوجة لعامل مريض أو أصيب بإعاقة، وتصبح هذه المكافحة أمام كل هذه المسؤوليات وحدها.

ورغم إسهامات المجلس القومي للمرأة في توسيع خيارات العمل أمام النساء، من خلال التمكين الاقتصادي للمرأة وتنمية مهاراتها، إلا أن النسب لا زالت ضعيفة، كما ترتفع نسبة البطالة بين الإناث لتصل إلى 24٪، وهي معدلات مرتفعة إذا تم مقارنتها بنسبة الذكور، وتشير الدراسات الدولية إلي أن الفجوة بين مشاركة الذكور والإناث ينجم عنها فاقد ليصل إلى 29٪ من الناتج المحلي الإجمالي.

كانت إيزيس هي إلهة الأمومة عند الفراعنة، وكانوا بيحتفلوا بيها كل سنة كرمز مقدس للأمومة، وظهر تصور شكلها على المعابد وهي تحمل حورس وترضعه. الآن مع الضغط الناجم عن زيادة عدد السكان لا يمكننا أن ننسى أبدًا دور المرأة في المجتمع بشكل عام، ودور الأم المعيلة بشكل خاص، لأن صناعة الكوادر دائمًا ما يكون سرها الوحيد هو الأم.

يوجد في مصر 12 مليون امرأة معيلة

المصادر:

الهيئة العامة للاستعلامات

المركز القومي للمرأة

مبادرة تمكين المرأة المعيلة

التعليقات

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

موضوعات ذات صلة