عيد الحب وأساطيره في الحضارات المختلفة

تناولت لأساطير العديد من الروايات عن عيد الحب، ومن أين أتٍ هذا العيد ولماذا يتم الاحتفال به؟

يسمي الاحتفال بالحب بعيد العشاق، أو عيد الحب، أو عيد القديس فالنتاين، نسبة إلى قديس مسيحي تقول الرواية إنه عوقب لتزويج العشاق سرًا، في قرون المسيحية الأولى، وأعدم في 14 فبراير.

وتتحدث أسطورة أخرى أنه عندما كان “فالنتاين” يقبع خلف القضبان، وقع في حب ابنة “سجّانه”، وقبل أن يتم قتله، أرسل لحبيبته رسالة موقعة “from your Valentine”، وهكذا أصبحت هذه العبارة شائعة على بطاقات عيد الحب. 

ولكن الاحتفال به من أقدم العادات البشرية، فبحسب موقع “بي بي سي”يتحدث الباحثون في أصل الأسطورة، وأنثروبولوجيا الأديان، عن علاقة البشرية العضوية مع الرموز وعن حاجة الحضارات القديمة إلى ابتداع قصص ماورائية لتفسير العالم بعناصره وقواه الغامضة، ومن بينها الحاجة للتزاوج والحب.

كما تكثف الديانات السماوية كلّ صفات الحبّ في الإله الواحد، فهو الحبّ، والحبيب، والعشق، والمنتهى. ولكن، في الأساطير والعبادات الوثنية القديمة، اتخذ الحب أوجهاً عدة، من تخيله كقوة بدائية تنظم الطبيعة والخصوبة والزرع، وصولاً إلى ربطه بالحرب والحكمة والسحر.

فمثلًا في الرسوم الفرعونية القديمة، تظهر حتحور كسيدة تحمل قرص الشمس فوق رأسها، وأحيانًا كبقرة ذات قرنين. تلعب دور إلهة الحب، والخصوبة، والموسيقى، والفرح، وارتبطت باحتفالات صاخبة، إذ سميت “سيدة السُكر والفرح والموسيقى” لأنها كانت تطلب من تابعيها شرب الكحول والرقص تكريمًا لها.

كمعظم آلهة الحب والخصوبة، كان لحتحور جانب مدمّر، إذ كانت من بين أعين الإله رع، الذي كلفها بعقاب البشرية وتدميرها على عصيانه.

في المقابل، هي حامية النساء عند الولادة، ومن تقرر مصير المواليد الجدد، والمتحكمة بكل أوجه الأنوثة، وهي من تستقبل الأرواح عند عبورها إلى الحياة الثانية، قد تكون أشهر إلهة في الشرق القديم، وأقدم آلهات الحب، ويعتقد الباحثون أنها ألهمت عبادة آلهات الحب في العديد من الحضارات القديمة.

بينما يعتقد بعض المؤرخين أن الاحتفال بعيد الحب في الرابع عشر من فبراير قد يعكس محاولة الكنيسة الكاثوليكية للاطاحة بمهرجان اللوبركاليا، واستبداله بعيد تكريم قديسٍ مسيحي.

في الأساطير الهندوسية يعدّ الزوجان كاما وراتي التمثيل الإلهي للحب والشهوة، تعني كلمة راتي بالسنسكريتية، المتعة والبهجة واللذة، وتعني كلمة كاما الحب والشوق والرغبة، وتحديدًا الحبّ الحسّي.

في حين يصوّر إله الحب والرغبة وحامي الشعوب والزواج كطفل مجنح وهو صنو كيوبيد عند الرومان، وابن أفروديت.

تقول الأسطورة أنه ولد من الفوضى الأصلية التي نشأ منها الكون، ليجمع بين غايا إلهة الأرض وأورانوس إله السماء، الذين انبعث منهما كل شيء. وبذلك يكون الحب في خيال الأسطورة هو سبب وجود الحياة.

وتظهر إلهة الحب عند الإغريق في المنحوتات القديمة شبه عارية، تعددت وظائف أفروديت لكنها في الأساس ربة الجنس، والجمال، والخصوبة، والرغبة، وهي الإلهة التي ألهمت أفروديت الأدباء والفنانين، وعبدت عند الرومان باسم الزهرة، أو فينوس، حيث كانت أيضًا إلهة الوفرة والنصر، يحتفل بها مع قدوم الربيع، وتفتح براعم الأزهار.

التعليقات

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

موضوعات ذات صلة