شكل الجيل القادم

فراس شمسان

قد يعتبر البعض أن كليبات محمد رمضان وأغاني حمو بيكا تشكل خطرًا كبيرًا على الثقافة، حتى وصل الأمر إلى قرارات منع مستمرة من قبل النقابات الفنية والموسيقية لمواجهة هذه الظاهرة.

يدور هذا الصراع فقط في أروقة الفن والمؤسسات الثقافية، والتي تشكل النقابات والحكومات حائط الصد الأول لها،
لكن هناك حربا دائرة تُشن على جيل كامل وتدمر ثقافته وهويته وقيمه، بل وتستبدلها بثقاقة قد يبدو حمو بيكا ملاكًا من السماء مقارنة بها. نعم أنها منهجية تدمير الجيل القادم من الأطفال في اليمن، حيث تسيطر جماعة الحوثي الإرهابية في الشمال على المناهج، وتلغمها بالشحن الطائفي العنصري، وتحشد الأطفال من على أبواب المدارس نحو المتارس والحرب.

وفي الجنوب، لا يزال تأثير مناهج الإخوان المسلمين قائمًا في الكتب التي استطاعوا بها محو هوية الشعب بعد حرب عام ٩٤، وصولًا إلى صراعات ومناكفات المجلس الانتقالي الجنوبي الآن، والذي يصر على إيقاف العملية التعليمية في مناطق الجنوب اليمني.

ترعرع الجيل الحالي – الذي يعيش ويشارك في الصراعات الجارية- على مناهج المعاهد العلمية التي كان يديرها الإخوان، بمباركة من نظام حكم الرئيس الراحل علي عبدالله صالح، إبان فترة تشاركه مع الإخوان بعد حرب ٩٤، حتى تدخلت أمريكا لتطالب بوقف المعاهد العلمية التي كان يشرف عليها رجل الدين المتشدد عبدالمجيد الزنداني، والذي افتتح لاحقًا جامعة “الإيمان”، التي يُنسب لها تخريج دفعات من المتشددين.

وكأن كل هذا لم يكن كافيًا لنظام الرئيس صالح، فسعى إلى دعم جماعات سلفية مثل “معهد السنة” في مدينة “دماج”، من باب مواجهة جماعات شيعية، ممثلة في تيار “الشباب المؤمن”، الذي شكل اللبنة الأولى لقيام جماعة الحوثي.

وللأسف نجد الآن أن ذات العملية تعاد، لإنتاج جيل جديد يؤسَس على التطرف، كما نجد أن من يساهم في طباعة هذه الكتيبات دول عربية ومنظمات أممية، ويبقى السؤال: هل هم على علم بالمحتوى الذي يقدم لأطفالنا؟!
لا أعتقد أنهم على جهل بما يتم تدريسه ونشره في أوساط الجيل الجديد، والذي للأسف لم يعرف عن تاريخه سوى الحروب والدمار.

التعليقات

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

موضوعات ذات صلة