صحفية.. حرة

اسماء عصام 

غالبا ما يكون زميلا أو رئيسًا في العمل حتى أنه يمكن أن يكون رئيس تحرير المؤسسة التي تنتمي إليها.. فالتحرش لا يأتي من الغريب أحيانًا، وهنا أتحدث عن بطلات بالفعل حاربت طوال سنوات حياتها من أجل موهبة تتحلي بها وهي الكتابة، سواء كانت متدربة أو خريجه حديثة أو متأصله فهذه المواصفات لن تنكر جدية العمل الذي تسعين إليه ولا شرف الكلمة التي تحققين ذاتك من أجلها ولكن هنا في مجال العمل إنها حياة أخرى وتجربة جديدة ليست كأي تجربة خضتيها في حياتك من قبل لأنه ليس أحد الأنذال الذين التقيتهن ولم يثمروا بكلماتهم معكِ.

 ليس وعود من أجل أمل في غد مشرق وأن فرص العمل تقف تنتظرك لا يا سيدتي الصغيرة هنا في مجال المؤسسات مع كثرة المواهب وحشد الشباب على أبواب المؤسسات وهم يتصارعون من أجل أن ينالوا أي فرصة للعمل بمؤسسة صحفية أو تدريب وبعد تكوين أرشيف من الكتابة  للحصول على  كارنيه النقابة. 

كارنيه نقابة الصحافة الحلم الذي تسعى من أجله أي متدربة صحفية في أي مؤسسة سواء خاصة أو عامة وقبل هذه الخطوة بثواني من الممكن أن تكون أجمل فرصه في حياتك أو تكون أسوأ تجربة في حياتك لأنه إذا كنتي من أحد الناجيات التي تم التحرش بهم في مؤسسة صحفية من رئيس عمل أو رئيس تحرير ولم تستطيعي أن تثبتي ذلك فتستطيع بكل بساطة توديع ذلك الأمل في لحظة لا رجوع بها ومجهود لا تستطيعي أن تكرريه مرتين وشقاء سنين يمكن أن تبعثره مساومة من متحرش على مستقبلك إلى أن ترضخي لمطالبه في انتهاك جسدك وحريتك.

إلى أن تودعي أمنية أن يندرج اسمك مع الأسماء التي تقدمها المؤسسة إلى النقابة سنويا لكى تلحق بالنقابة الصحفية بعد سنين من التدريب تحت مقابل مادي لا يتعدى الألف ومائتان جنيه من قبل المؤسسة وألفان وخمسمائة وعشرون جنيها من قبل النقابة الحلم ليس في المقابل المادي فقط والذي طبعا لا يستهان به بالنسبة للبعض ولكن النقابة تعطي الكثير من المميزات والتأمين الصحي وما إلى ذلك حتى وأنت مندرجة تحت النقابة التحدث بما يحدث لكي من أي انتهاك يختلف كثيرًا مما قبل فلا يوجد رئيس يهددك بالسنوات التي عملتي بها وإذا لم تستجيبي له فلن تنالي شرف التعيين.

وفي حالة تمت واقعة تحرش لكي النقابة لا تستطيع أن تحميكِ إلا في وجود شهود عيان أو أن تثبت الواقعة جنائيا أو لو لم يتم تحرير محضر بالواقعة تتولى الشئون القانونية في نقابة التحقيق والعقوبات التي نتحدث عنها هنا تبدا من الإيقاف عن العمل حتى التجميد ويجب أن تكون الواقعة داخل محل العمل.

وهل المؤسسات الصحفية مراقبة بكاميرات داخلها وبما فيها مكتب رئيس التحرير؟ لا لأنهم يعتبرون هذا انتهاك للعمل، ولكن بعد حادث معين حدث منذ فترة تسبب في ضجة داخل وسائل الإعلام والتليفزيون تم تركيب كاميرات في صالات التحرير فقط في بعض المؤسسات لكن المؤسسات العامة ما زالت بلا رقابة، ولا نقابة هنا تستطيع أن تعلم ما يمكن أن يحدث داخل المؤسسات الصحفية، إذا في الأصل ثبوت الواقعة جنائيا هو الشرط الوحيد من شروط القيد ويتم شطب المتحرش من النقابة تمامًا.

 مع كل هذه التعقيدات التي تواجه الصحفيات الناجيات في بلاد عربية كثيرة ليست في مصر فقط، وتم رصد حالات بذلك ولكن أركز في مقالي هذا على أسماء الحالات التي تمت الكتابة عنها من قبل ولكن علىّ التوعية بالبوح بما يحدث لكي والكتابة لأن الذاكرة الإلكترونية لن تنسي أبدًا  والوصم المجتمعي شديد يمكنه على الأقل تحذير المتحرش الذي تم فضحه مرة من أن يفعل هذا ثانية مع أي امرأة أخرى، فكما أناشدك بالصراخ والتهليل والتسجيل للمتحرش صوتيا وكتابيا ومرئيا إذا استطعت لأن هذا حقك انتِ وحدك التي تستطيعٍ الكشف عنه فلا تخافي ولا تحزني فالقلم يمكنه تسجيل أي شيء.

وسيظل القلم والكتابة اقوي سلاح أمام كل أنواع الظلم، القلم ينطق بأشكال كثيرة ومتطورة كان القلم في شكل بعض صفحات ورقية كبيرة في زمن ما وهذه الأوراق تغير لونها للصفراء وجار عليها الزمن وتطورت إلى أن تصبح هذه الأوراق صفحات إلكترونية ومدونات وصحافة ورقية والكترونية وأصبح لكل منا لديه القلم الخاص به لتكون كل صفحة شخصية على السوشيال ميديا هي المنصة التي تعبر عنه هذه المنصات المتطورة لن تنسى أي ظلم وقع ولا تنسي كل ما دون من قبل اذا على كل سيدة هي الأخرى أن تتغير وتبدأ أن تكتب وتصيح وتبوح فأنت في مجتمع يعشق الفضيحة ولا ينسى الوصم.

التعليقات

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

موضوعات ذات صلة